كيف أثرت حرب غزة على السياحة بمصر؟
تأثير غزة بالسياحة المصرية
على مدار سنوات وعكفت الدولة المصرية، على استعادة عافية القطاع السياحي من جديدة.
على الرغم أن السياحة كانت وما زالت من أهم مصادر العملة الصعبة لخزينة الدولة
لذا فإن استعادة صناعة هامة كصناعة السياحة خطوة هامة لابد منها
وبالفعل نجح القطاع في العودة من جديد، لكن تداعيات الحرب على غزة التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر الماضي سوف تؤثر على معدلات النمو بالسياحة.
كشفت النائبة نورا على، رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب،
إن الحرب على غزة أثرت بشكل كبير على معدلات وفود السائحين إلى مصر،
خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث بلغت نسبة الإلغاءات قرابة 25%، خلال أكتوبر الماضي،
موضحة أن أكثر المقاصد السياحية التي تأثرت بما حدث كانت واجهات شرم الشيخ وطابا ونوبيع ودهب.
وأشارت رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، خلال تصريحات خاصة،
أن السياحة الثقافية لم تتأثر كثيرا بما يحدث، تأثير غزة بالسياحة المصرية
لكن الأزمة تكمن في معدلات الوفود السياحية خلال الأشهر القادمة، لافتة إنه على من ذلك، قد استقبلت مصر قرابة 1.3 مليون سائح من 80 دولة خلال أكتوبر الماضي،
فضلا عن إنها حصلت على لقب أفضل الوجهات السياحية لعام 2024، وفقًا لتصنيفات صادرة من موقع السفر العالمي Lonely Planet.
قالت النائبة أماني الشعولي، أمين سر لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، إن الأحداث السياسية تؤثر بشكل كبير على القطاع السياحي، في أي دولة،
لذا فإن ما يحدث في غزة بالطبع يؤثر على النمو السياحي،
لكن ذلك لا يجعلنا نتوقف لتنفيذ كافة الخطط التي تستهدف نمو هذا القطاع من خلال فتح أسواق جديدة لتنمية صناعة السياحة،
مع وضع خطة تستهدف الترويج الجيد والمبتكر للمقاصد السياحية،
مؤكدة أن لجنة السياحة قد ناقشت خطة هيئة تنشيط السياحة
في الخطة المحددة من قبل الوزارة في الفترة القادمة في ظل الأوضاع الحالية وكيفية فتح أسواق جديدة وأماكن جذب سياحي.
هددت الحرب على غزة قطاع السياحة العالمي
ينظر إلى قطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط على أنه ضمن القطاعات الرئيسية المساهمة في النمو الاقتصادي والتنمية.
بالتالي ومن هذا المنطلق استثمرت العديد من دول المنطقة في السنوات الأخيرة بكثافة في هذا القطاع.
وبالرغم من أن قطاع السياحة العالمي ظل يعاني من تبعات جائحة كورونا، تأثير غزة بالسياحة المصرية
إلا أن القطاع السياحي في المنطقة تمكن من التعافي بنسبة كبيرة، لتهدد بعد ذلك الحرب على غزة القطاع السياحي العالمي والإقليمي
ليتراجع الطلب العالمي على السفر وتنخفض حجوزات الطيران الدولية على خلفية إلغاء المسافرين رحلاتهم إلى الشرق الأوسط وحول العالم.
أثرت الحرب على القطاع السياحي في عدد من الدول بعينها ومنها إسرائيل ولبنان والأردن ومصر،
وتشير التوقعات إلى أن استمرار الحرب وتوسع نطاقها
قد يؤثر أيضًا على القطاع السياحي في دول شمال أفريقيا وبعض دول الخليج العربي.
قطاع السياحة في مصر
يساهم قطاع السياحة في الاقتصاد المصري بتحقيقه إيرادات وصلت إلى 13.6 مليار دولار خلال العام الماضي 2022/2023،
فضلًا عن فرص العمل الكبيرة التي يستوعبها القطاع،
هذا وارتفعت نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني من عام 2023 لحوالي 9% مقارنة بمستوياتها قبل جائحة كورونا
لذلك بحسب تقرير البنك الدولي، وبحسب وزارة السياحة المصرية
فقد حقق القطاع معدل نمو 36% حتى أكتوبر 2023، أي بما يعادل 8 أضعاف نمو السياحة العالمية
الذي حقق 4.5% خلال نفس الفترة وفقًا لإحصائيات منظمة السياحة العالمية.
وتهدف خطة مصر الطموحة إلى تعزيز السياحة وجذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2028،
هذا واستقبلت مصر أكثر من 7 ملايين سائح في النصف الأول من عام 2023 وهو أعلى معدل منذ سنوات،
وقبل اندلاع الصراع كانت القاهرة تتوقع أن يجذب القطاع 15 مليون سائح خلال العام الحالي،
إلا أنه إذا استمرت الحرب سيتأثر القطاع من تداعيات الحرب وهو ما توقعته وكالة استاندرد آند بورز بتراجع إيرادات السياحة في مصر بنسبة تتراوح بين 10 إلى 30%،
وهو ما قد يؤدي إلى خسارة ما بين 4 إلى 11% من احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي،
وقدمت مصر حوافز لدعم صناعة السياحة في جنوب سيناء بقيمة 500 دولار
لكل رحلة تهبط في شرم الشيخ، فضلًا عن تشجيع مشاركة القطاع الخاص للمساهمة في تعزيز القطاع.
ومن هنا نجد أن الحرب في غزة أثرت على القطاع السياحي العالمي والإقليمي
وإن لم تصل إلى الحد الذي يهدد التوقعات الاقتصادية العالمية الشاملة حتى الآن،
وبطبيعة الحال تأثرت الدول التي تقع بمحاذاة منطقة الصراع بشكل أكبر.
وفي ظل عدم الاستقرار في المنطقة تظل هناك مخاوف محيطة باستمرار وتوسع نطاق الحرب
من أن تتسبب في خسائر أكبر للقطاع وصناعة السياحة
وبالتبعية تراجع إيرادات السياحة وتأثر الدول التي تعتمد على القطاع كأحد الأعمدة الرئيسية المساهمة في اقتصاداتها.